تابعنا على فايسبوك

جميع المواضيع

الأحد، 18 أغسطس 2013

في كل يوم تقوم مجلة لوبوان الفرنسية بعرض مختصر عما يعد أفضل الروايات  لهذا الموسم الأدبي
عن هذه الروايات التي ستصدر، نقدم اليوم، حلقة أولى عن اثنتين منها، والمعلومات معدّة عن مجلة «لوبوان» (الموقع الالكتروني الخاص بها) التي بدأت بتقديم سلسلة من الحلقات تطرقت فيها إلى بعض هذه الروايات اللافتة.
تحضيرا للموسم الأدبي الجديد مع بداية شهر سبتمبر لهذه السنة 2013 ، شرعت جل الصحف و المجلات الفرنسية في تقديم بعض المراجعات للروايات الفرنسية التي ستصدر قريبا، والتي ستتنافس على جوائز العام الأدبية، وهذا ما يتيح فرصة لبعض الكتاب للبروز ولدور النشر أن تزيد من ارقام مبيعاتها.

من بين هذه الروايات التي ستصدر، ارتأيت تقديم إحداها على ان اتكلم عن أخريات في تدوينات لاحقة، وقد استقيت معلوماتي  هذه من المجلة المذكورة .

ينتمي جان رولان إلى فئة الكتّاب والصحافيين المسافرين، الذين تنقلوا يسارا ويمينا في مختلف أصقاع العالم، خلال أكثر من نصف قرن. عمل لحساب مجلات وجرائد كثيرة منها «ليبيراسيون»، «جيو»، «لوفيغارو» (كما أنه غطى حرب تموز 2006 لمصلحة «لونوفيل أوبسرفاتور»). ومن هذه الأسفار في أربعة أرجاء الأرض، قام بتحقيقات صحافية وكتب تعليقات ومقالات وكُتُبَ رحلات منها «خط التماس» (جائزة ألبير لوندر عام 1988) مثلما كتب أقاصيص قصيرة وروايات (جميلة جدا) منها «المنظمة» (جائزة ميدسيس عام 1996، تتحدث عن شبابه في اليسار الفرنسي المتطرف الذي ولد من أيار 68 وما بعدها).
غالبا ما نجد في كتبه المتنوعة مفهوم النوستالجيا، ليكتب عن عالم يتخلى طوعا عن فكرة التضامن في ما بينه، لكن أيضا ثمة الكثير من البحر في كتب جان رولان، وكأنه يعيد فكرة من تلك الأفكار القديمة التي وجدناها في الروايات الكلاسيكية التي تناولت البحر بمختلف أوجهه. أضف إلى ذلك، العديد من الموضوعات التي تجتاز كتب رولان، لعل أبرزها كتابته عن هذا العالم الذاهب دوما إلى نهاياته وابتعاده عن التضامن في ما بينه، ليسقط في الرعب والوحدة.
من هذا المنطلق يأتي كتابه الأخير «هرمز» (Ormuz ـ مضيق هرمز)، إذ إنه كتاب مقلق، عن قصة رهان مجنون، يقوم به شخص أقل ما يقال فيه أنه «مجنون» بدوره، في منطقة في هذه الكرة الأرضية تجعل الناس مجانين بأسرهم. هرمز هو المضيق الذي يربط الخليج الفارسي ببحر العرب. مضيق يبلغ طوله 63 كلم وعرضه 40، ونعرف كلنا أهميته الاستراتيجية القاطعة: كان يشكل «الدرب الملكي» للتجارة الدولية العائدة للنفط، إذ يقال إن 30 بالمئة من هذه التجارة تمر عبره. فعدا استفادة إيران والامارات العربية منه بشكل مباشر، نرى أيضا دولا عدة، الخليجية منها بشكل خاص، تستفيد من هذا المضيق الذي يشكل الشريان الحيوي لنفطها.
فوفق وزارة الطاقة الأميركية هناك 2400 سفينة حاملة للنفط تعبر المضيق كل عام بمعدل 17 مليون برميل للنفط كل يوم. وفي أعماق المضيق الأزرق اللون، ثمة الكثير من المراكب والغواصات والبواخر الأميركية التي تمخر عباب اليّم، وهي مراكب مراقبة بدورها من السفن الإيرانية. ثمة حرارة قاتلة في هذا المحيط الذي يصفه جان رولان، حرارة «لا يتحملها إلا قلة من البشر». وفي هذه الأجواء، تأتي الكتابة لتصف لنا كلّ هذه الأجواء التي يعرفها الكاتب جيدا إذ عبر المضيق لمرتين في حياته: مرة على قارب شراعي، والثانية على ظهر حاملة نفط عائدة للبحرية الفرنسية، ما يعطي للغة والتوصيف بعدا آخر.
وفي هذا الإطار العام المتوتر، نجد واكس، بطل الكتاب الشاب، المهووس بالقيام بأعمال غريبة، يقرر القيام برحلة اجتياز المضيق سباحة من الخليج الفارسي إلى شط العرب. وليحقق حلمه هذا، يطلب المساعدة من الراوي الذي يعمل مسؤولا عن نقاط استدلال تلك المنطقة، الأرضية والبحرية. هل ينجح واكس في تحقيق حلمه؟ ربما علينا أن نقرأ الكتاب لنتعرف على هذا «الدون كيشوت» لنكتشف العبث والخوف والتوتر وسراب الشمس التي تعمي كل شيء.

هرمز

في كل يوم تقوم مجلة لوبوان الفرنسية بعرض مختصر عما يعد أفضل الروايات  لهذا الموسم الأدبي
عن هذه الروايات التي ستصدر، نقدم اليوم، حلقة أولى عن اثنتين منها، والمعلومات معدّة عن مجلة «لوبوان» (الموقع الالكتروني الخاص بها) التي بدأت بتقديم سلسلة من الحلقات تطرقت فيها إلى بعض هذه الروايات اللافتة.
تحضيرا للموسم الأدبي الجديد مع بداية شهر سبتمبر لهذه السنة 2013 ، شرعت جل الصحف و المجلات الفرنسية في تقديم بعض المراجعات للروايات الفرنسية التي ستصدر قريبا، والتي ستتنافس على جوائز العام الأدبية، وهذا ما يتيح فرصة لبعض الكتاب للبروز ولدور النشر أن تزيد من ارقام مبيعاتها.

من بين هذه الروايات التي ستصدر، ارتأيت تقديم إحداها على ان اتكلم عن أخريات في تدوينات لاحقة، وقد استقيت معلوماتي  هذه من المجلة المذكورة .

ينتمي جان رولان إلى فئة الكتّاب والصحافيين المسافرين، الذين تنقلوا يسارا ويمينا في مختلف أصقاع العالم، خلال أكثر من نصف قرن. عمل لحساب مجلات وجرائد كثيرة منها «ليبيراسيون»، «جيو»، «لوفيغارو» (كما أنه غطى حرب تموز 2006 لمصلحة «لونوفيل أوبسرفاتور»). ومن هذه الأسفار في أربعة أرجاء الأرض، قام بتحقيقات صحافية وكتب تعليقات ومقالات وكُتُبَ رحلات منها «خط التماس» (جائزة ألبير لوندر عام 1988) مثلما كتب أقاصيص قصيرة وروايات (جميلة جدا) منها «المنظمة» (جائزة ميدسيس عام 1996، تتحدث عن شبابه في اليسار الفرنسي المتطرف الذي ولد من أيار 68 وما بعدها).
غالبا ما نجد في كتبه المتنوعة مفهوم النوستالجيا، ليكتب عن عالم يتخلى طوعا عن فكرة التضامن في ما بينه، لكن أيضا ثمة الكثير من البحر في كتب جان رولان، وكأنه يعيد فكرة من تلك الأفكار القديمة التي وجدناها في الروايات الكلاسيكية التي تناولت البحر بمختلف أوجهه. أضف إلى ذلك، العديد من الموضوعات التي تجتاز كتب رولان، لعل أبرزها كتابته عن هذا العالم الذاهب دوما إلى نهاياته وابتعاده عن التضامن في ما بينه، ليسقط في الرعب والوحدة.
من هذا المنطلق يأتي كتابه الأخير «هرمز» (Ormuz ـ مضيق هرمز)، إذ إنه كتاب مقلق، عن قصة رهان مجنون، يقوم به شخص أقل ما يقال فيه أنه «مجنون» بدوره، في منطقة في هذه الكرة الأرضية تجعل الناس مجانين بأسرهم. هرمز هو المضيق الذي يربط الخليج الفارسي ببحر العرب. مضيق يبلغ طوله 63 كلم وعرضه 40، ونعرف كلنا أهميته الاستراتيجية القاطعة: كان يشكل «الدرب الملكي» للتجارة الدولية العائدة للنفط، إذ يقال إن 30 بالمئة من هذه التجارة تمر عبره. فعدا استفادة إيران والامارات العربية منه بشكل مباشر، نرى أيضا دولا عدة، الخليجية منها بشكل خاص، تستفيد من هذا المضيق الذي يشكل الشريان الحيوي لنفطها.
فوفق وزارة الطاقة الأميركية هناك 2400 سفينة حاملة للنفط تعبر المضيق كل عام بمعدل 17 مليون برميل للنفط كل يوم. وفي أعماق المضيق الأزرق اللون، ثمة الكثير من المراكب والغواصات والبواخر الأميركية التي تمخر عباب اليّم، وهي مراكب مراقبة بدورها من السفن الإيرانية. ثمة حرارة قاتلة في هذا المحيط الذي يصفه جان رولان، حرارة «لا يتحملها إلا قلة من البشر». وفي هذه الأجواء، تأتي الكتابة لتصف لنا كلّ هذه الأجواء التي يعرفها الكاتب جيدا إذ عبر المضيق لمرتين في حياته: مرة على قارب شراعي، والثانية على ظهر حاملة نفط عائدة للبحرية الفرنسية، ما يعطي للغة والتوصيف بعدا آخر.
وفي هذا الإطار العام المتوتر، نجد واكس، بطل الكتاب الشاب، المهووس بالقيام بأعمال غريبة، يقرر القيام برحلة اجتياز المضيق سباحة من الخليج الفارسي إلى شط العرب. وليحقق حلمه هذا، يطلب المساعدة من الراوي الذي يعمل مسؤولا عن نقاط استدلال تلك المنطقة، الأرضية والبحرية. هل ينجح واكس في تحقيق حلمه؟ ربما علينا أن نقرأ الكتاب لنتعرف على هذا «الدون كيشوت» لنكتشف العبث والخوف والتوتر وسراب الشمس التي تعمي كل شيء.

نشر في : 10:40 ص |  من طرف بن دالي آمال

0 التعليقات:

back to top