تابعنا على فايسبوك

جميع المواضيع

الثلاثاء، 22 يوليو 2014


جيرالد كوفمان يهودي من عائلة ناجية من الهولوكوست من أصل بولندي، جاءت عائلته مهاجرة إلى بريطانيا وهو الأن نائب في البرلمان البريطاني لمدة تزيد عن ٢٥ عاما، وحائز على لقب "سير" من الملكة لخدماته التي قدمها لبريطانيا. 
.
كان دائم الزيارة إلى إسرائيل ومساندا قويا لها في كل شيء. ولكنه الآن من أشد مناصري القضية الفلسطينية لدرجة أن جاليته اليهودية قاطعته بسبب مواقفه. ولكنه لم يتراجع بل إنه في خطاب شهير في البرلمان البريطاني عام ٢٠٠٩ دعا صراحة للحديث مع حماس، وانتقد إسرائيل وجرائمها بحق الفلسطينيين. ووصف تسيفي ليفني وزيرة اسرائيل آنذاك بأن والدها كان إرهابيا وأن ما تقوم به إسرائيل ضد غزة هو شبيه بما كانت تقوم به القوى النازية في ألمانيا. .
.
سُئل  في إحدى المرات وقد كان مسافرا في وفد برلماني إلى فلسطين عن سبب تحوله من مناصر لإسرائيل إلى مناصر للقوى للفلسطينيين، فقال: كانت نقطة التحول في إحدى الزيارات التي قمت بها للضفة الغربية حيث زرت المستوطنات الإسرائيلية ورأيت البيوت على الطراز الغربي والحدائق العامة والمسابح وكل مناحي الحياة الغربية المرفهة. ورأيت بجوار المستوطنة التي كنا فيها بيوتا متهالكة فطلبت من المضيف الإسرائيلي أن يأخذني إليها فرفض ... وبعد إلحاحي ذهبت إلى هناك فوجدت أن تلك البيوت مخيما للاجئين الفلسطينيين... ورأيت المأساة التي يعيش فيها هؤلاء اللاجئين وقارنت كيف يعيش المستوطنون على الأراضي الفلسطينية وكيف يعيش الفلسطينيون. . 
.
وفي تلك اللحظة أدركت أن هذه ليست إسرائيل الديمقراطية التي أؤيدها بل هي نظام فصل عنصري. ومن ذلك اليوم وأنا أدافع عن الحق والعدل والحرية لفلسطين.





هذه مداخلة ثرية سبق أن ألقاها كوفمان حيث كان صادقا  مع بني قومه قبل أن يكون صادقا وشجاعا مع الحق والعدل والحقوق الفلسطينية، وهو من نوادر اليهود الذي يرون المحرقة النازية من زاوية مختلفة.. إنه يراها سببا لأن يكون اليهود من أعدى أعداء الضيم والظلم، وأن يقفوا ضد جرائم إسرائيل التي فعلت بالفلسطينيين ما فعله النازيون باليهود، كأنه يتحدث عن الجرائم البشعة التي ترتكبها إسرائيل هذه الأيام في غزة..
 هذه المداخلة اجتهد في اختصارها وترجمتها الأخ الكاتب بجريدة الشرق الأوسط:  حمد الماجد.
 يقول:
نشأت وتربيت يهوديا أرثوذكسيا في الملاجئ التي بناها النازيون لليهود. لي أقارب وأصدقاء في إسرائيل شاركوا في الحروب ضد العرب أعوام 1956 و1967 و1973، وبعضهم قتل وجرح في هذه الحروب، وأعرف أغلب رؤساء وزراء إسرائيل التاريخيين؛ منهم رئيس الوزراء المؤسس ديفيد بن غوريون، وغولدا مائير كانت صديقتي، وكذلك صديقي إيغال الون نائب رئيس الوزراء آنذاك. عائلتي اليهودية لجأت إلى بريطانيا قادمة من بولندا، وأغلب عائلتي قتلهم النازيون، وجدتي على وجه التحديد قتلها جندي نازي وهي على سرير المرض.. إن جدتي لم تمت من أجل أن تعطي غطاء شرعيا للجنود الإسرائيليين لقتل الجدات الفلسطينيات في غزة.
إن الحكومة الإسرائيلية الحالية تستخدم المذابح النازية ضد اليهود مبررا، والتطبيق العملي لهذه السياسة القذرة يعني أن ضحايا اليهود لهم قيمة، وأما ضحايا «الغير» من الفلسطينيين فلا اعتبار لهم. إن السيدة ليفني وزيرة الخارجية السابقة تقول إنه لا تعامل لها مع حماس لأنها حركة إرهابية، وتنسى أن والدها آيتان ليفني كان زعيم حركة إرهابية نظمت ونفذت تفجير فندق الملك داوود، وضحايا تلك المجزرة تجاوزوا التسعين؛ من بينهم أربعة يهود.
إن إسرائيل ولدت في محيط من الإرهاب، ولا يمكن أن ننسى العملية الإرهابية الإسرائيلية التي ذبح فيها 250 فلسطينيا في دير ياسين.
لقد أبدت الحكومة الإسرائيلية رغبتها في التفاوض مع السلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس، وهذا الإجراء متأخر جدا.. لقد كان بإمكان حكومة إسرائيل فتح باب مفاوضات حقيقية مع الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، الذي كان صديقا لي، وبدلا من ذلك حاصرته إسرائيل في رام الله حيث زرته هناك. وبسبب فشل «فتح» نجحت «حماس» بعد وفاة عرفات في الفوز بالانتخابات البرلمانية عام 2006. إن حماس منظمة شريرة، لكنها انتخبت ديمقراطيا، وهي لاعب مؤثر، وتجاهل هذه الحركة من إسرائيل وغير إسرائيل خطأ كارثي تسبب في كل المآسي التي تلت.
مهما بلغ عدد ضحايا الفلسطينيين الذين قتلهم الجيش الإسرائيلي، فلن تستطيع إسرائيل حل المشكلة بالقوة والمذابح، ومهما استمر القتل والذبح، فسيظل هناك شعب فلسطيني قوامه مليون ونصف المليون يعيشون في غزة، ومليونان ونصف المليون يعيشون في الضفة، تعاملهم إسرائيل كالقاذورات.. تحاصرهم المستوطنات غير القانونية وتضيق عليهم، وسيأتي اليوم الذي سيتغلب فيه الفلسطينيون على الإسرائيليين في عدد السكان، وليس ذلك بعيدا عنا.
لقد آن الأوان لحكومتنا البريطانية أن تعترض بشدة وبلغة صريحة على السياسة الإسرائيلية، وأن تقرر حظرا شاملا على الأسلحة إلى إسرائيل. نريد فرض سلام حقيقي، لا سلام المحتلين الإسرائيليين.. إنهم ليسوا مجرمي حرب فقط؛ بل أغبياء».
ليس لي من تعليق سوى أن أدع القارئ العربي والمسلم يتأمل هذا الكلام ويسرح في آفاقه .






تفضل بالاشتراك في قائمة المدونة ليصلك الجديد في حينه


جيرالد كوفمان الناصح الأمين


جيرالد كوفمان يهودي من عائلة ناجية من الهولوكوست من أصل بولندي، جاءت عائلته مهاجرة إلى بريطانيا وهو الأن نائب في البرلمان البريطاني لمدة تزيد عن ٢٥ عاما، وحائز على لقب "سير" من الملكة لخدماته التي قدمها لبريطانيا. 
.
كان دائم الزيارة إلى إسرائيل ومساندا قويا لها في كل شيء. ولكنه الآن من أشد مناصري القضية الفلسطينية لدرجة أن جاليته اليهودية قاطعته بسبب مواقفه. ولكنه لم يتراجع بل إنه في خطاب شهير في البرلمان البريطاني عام ٢٠٠٩ دعا صراحة للحديث مع حماس، وانتقد إسرائيل وجرائمها بحق الفلسطينيين. ووصف تسيفي ليفني وزيرة اسرائيل آنذاك بأن والدها كان إرهابيا وأن ما تقوم به إسرائيل ضد غزة هو شبيه بما كانت تقوم به القوى النازية في ألمانيا. .
.
سُئل  في إحدى المرات وقد كان مسافرا في وفد برلماني إلى فلسطين عن سبب تحوله من مناصر لإسرائيل إلى مناصر للقوى للفلسطينيين، فقال: كانت نقطة التحول في إحدى الزيارات التي قمت بها للضفة الغربية حيث زرت المستوطنات الإسرائيلية ورأيت البيوت على الطراز الغربي والحدائق العامة والمسابح وكل مناحي الحياة الغربية المرفهة. ورأيت بجوار المستوطنة التي كنا فيها بيوتا متهالكة فطلبت من المضيف الإسرائيلي أن يأخذني إليها فرفض ... وبعد إلحاحي ذهبت إلى هناك فوجدت أن تلك البيوت مخيما للاجئين الفلسطينيين... ورأيت المأساة التي يعيش فيها هؤلاء اللاجئين وقارنت كيف يعيش المستوطنون على الأراضي الفلسطينية وكيف يعيش الفلسطينيون. . 
.
وفي تلك اللحظة أدركت أن هذه ليست إسرائيل الديمقراطية التي أؤيدها بل هي نظام فصل عنصري. ومن ذلك اليوم وأنا أدافع عن الحق والعدل والحرية لفلسطين.





هذه مداخلة ثرية سبق أن ألقاها كوفمان حيث كان صادقا  مع بني قومه قبل أن يكون صادقا وشجاعا مع الحق والعدل والحقوق الفلسطينية، وهو من نوادر اليهود الذي يرون المحرقة النازية من زاوية مختلفة.. إنه يراها سببا لأن يكون اليهود من أعدى أعداء الضيم والظلم، وأن يقفوا ضد جرائم إسرائيل التي فعلت بالفلسطينيين ما فعله النازيون باليهود، كأنه يتحدث عن الجرائم البشعة التي ترتكبها إسرائيل هذه الأيام في غزة..
 هذه المداخلة اجتهد في اختصارها وترجمتها الأخ الكاتب بجريدة الشرق الأوسط:  حمد الماجد.
 يقول:
نشأت وتربيت يهوديا أرثوذكسيا في الملاجئ التي بناها النازيون لليهود. لي أقارب وأصدقاء في إسرائيل شاركوا في الحروب ضد العرب أعوام 1956 و1967 و1973، وبعضهم قتل وجرح في هذه الحروب، وأعرف أغلب رؤساء وزراء إسرائيل التاريخيين؛ منهم رئيس الوزراء المؤسس ديفيد بن غوريون، وغولدا مائير كانت صديقتي، وكذلك صديقي إيغال الون نائب رئيس الوزراء آنذاك. عائلتي اليهودية لجأت إلى بريطانيا قادمة من بولندا، وأغلب عائلتي قتلهم النازيون، وجدتي على وجه التحديد قتلها جندي نازي وهي على سرير المرض.. إن جدتي لم تمت من أجل أن تعطي غطاء شرعيا للجنود الإسرائيليين لقتل الجدات الفلسطينيات في غزة.
إن الحكومة الإسرائيلية الحالية تستخدم المذابح النازية ضد اليهود مبررا، والتطبيق العملي لهذه السياسة القذرة يعني أن ضحايا اليهود لهم قيمة، وأما ضحايا «الغير» من الفلسطينيين فلا اعتبار لهم. إن السيدة ليفني وزيرة الخارجية السابقة تقول إنه لا تعامل لها مع حماس لأنها حركة إرهابية، وتنسى أن والدها آيتان ليفني كان زعيم حركة إرهابية نظمت ونفذت تفجير فندق الملك داوود، وضحايا تلك المجزرة تجاوزوا التسعين؛ من بينهم أربعة يهود.
إن إسرائيل ولدت في محيط من الإرهاب، ولا يمكن أن ننسى العملية الإرهابية الإسرائيلية التي ذبح فيها 250 فلسطينيا في دير ياسين.
لقد أبدت الحكومة الإسرائيلية رغبتها في التفاوض مع السلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس، وهذا الإجراء متأخر جدا.. لقد كان بإمكان حكومة إسرائيل فتح باب مفاوضات حقيقية مع الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، الذي كان صديقا لي، وبدلا من ذلك حاصرته إسرائيل في رام الله حيث زرته هناك. وبسبب فشل «فتح» نجحت «حماس» بعد وفاة عرفات في الفوز بالانتخابات البرلمانية عام 2006. إن حماس منظمة شريرة، لكنها انتخبت ديمقراطيا، وهي لاعب مؤثر، وتجاهل هذه الحركة من إسرائيل وغير إسرائيل خطأ كارثي تسبب في كل المآسي التي تلت.
مهما بلغ عدد ضحايا الفلسطينيين الذين قتلهم الجيش الإسرائيلي، فلن تستطيع إسرائيل حل المشكلة بالقوة والمذابح، ومهما استمر القتل والذبح، فسيظل هناك شعب فلسطيني قوامه مليون ونصف المليون يعيشون في غزة، ومليونان ونصف المليون يعيشون في الضفة، تعاملهم إسرائيل كالقاذورات.. تحاصرهم المستوطنات غير القانونية وتضيق عليهم، وسيأتي اليوم الذي سيتغلب فيه الفلسطينيون على الإسرائيليين في عدد السكان، وليس ذلك بعيدا عنا.
لقد آن الأوان لحكومتنا البريطانية أن تعترض بشدة وبلغة صريحة على السياسة الإسرائيلية، وأن تقرر حظرا شاملا على الأسلحة إلى إسرائيل. نريد فرض سلام حقيقي، لا سلام المحتلين الإسرائيليين.. إنهم ليسوا مجرمي حرب فقط؛ بل أغبياء».
ليس لي من تعليق سوى أن أدع القارئ العربي والمسلم يتأمل هذا الكلام ويسرح في آفاقه .






تفضل بالاشتراك في قائمة المدونة ليصلك الجديد في حينه


نشر في : 3:02 م |  من طرف بن دالي آمال

0 التعليقات:

back to top