تابعنا على فايسبوك

جميع المواضيع

السبت، 19 أكتوبر 2013



ما معنى أن تحي حياة طبيعية ؟ ما مدى استعدادنا لنكون سعداء ؟  أسئلة تمثل لب الرواية السابعة التي كتبهاريتشارد فورد ، الذي يرسم بها لوحة عاكسة لراهن الولايات المتحدة.
 
 
رواية «كندا» هو أخر ما أصدر الكاتب التي يروي فيها سيرة مراهق هاجر إلى هناك قادما من الولايات المتحدة. وبمناسبة صدور الترجمة الفرنسية للكتاب، أجرت  لوفيغارو   حوارا مع الكاتب، هنا ترجمة له.

 
÷ نشرت «حالة الأمكنة»، روايتك ما قبل الأخيرة، العام 2008. ماذا فعلت منذ ذاك الوقت؟
}
عشت حياتي! لا شيء آخر. كتبت بعض الأقاصيص، بعض المقالات للصحف الأميركية والأجنبية. ذهبت إلى الصيد، أي إلى هذه الانشغالات الذكورية. كذلك درّست الأدب. لم أضع أي ضغط على نفسي. كان لدي الخيار في جدول وقتي، كنت كملك .. لوكسمبورغ (يضحك). لأتحدث بشكل جدي: الكتابة ليست حياتي كلها. أستطيع التوقف عنها غدا بدون أي مشكلة. في هذه الفترة أكتب بمتعة كبيرة بعض الأقاصيص حيث ان شخصيتها الرئيسة ليست سوى فرانك باسكومب (بطل رواية «نهاية أسبوع في ميتشيغان، و«يوم الاستقلال» و«حالة الأمكنة») من ثم هناك أيضا ذاك الكتاب عن أبي. من الصعب علي كتابته إذ ان موته يعود إلى نصف قرن.
÷
هل صحيح أن رواية «كندا»، التي تتحدث فيها عن هروب مراهق أميركي إلى كندا بعد توقيف والديه العام 1960، كانت في البداية أقصوصة كتبتها عام 1989؟
}
في تلك الفترة، لم أكن أعرف ماذا أريد أن أكتب. بدأت بقصة صبي يجتاز الحدود الكندية خلافا لرغبته. لكنني توقفت عن ذلك بسرعة. استعدت القصة بعد عشرين سنة، وهذا أمر ليس من عاداتي.
÷
مع هذه المسافة الزمنية، ما هو أكثر أمر وسمك خلال كتابتك لهذه الرواية (كندا)؟
}
تفاجأت بمتعة، في أنني وصلت إلى نهاية كتاب مبني بشكل جيد. في القسم الثالث، وهو القسم الأصغر، نجد «دل» وهو يتذكر سني نضجه، وهذا ما جعلني سعيدا حقا إذ ان هذا القسم يجمع وينهي بشكل متكامل القسمين الأولين من الرواية.
÷
تبدو جملة الرواية الأولى، «في البداية، أريد أن أروي عملية السطو التي ارتكبها والديّ. في ما بعد سأروي عن الجرائم التي حدثت لاحقا»، تبدو قوية بشكل كبير. كيف جاءتك؟
}
أمضيت شهرا لأكتبها. من وجهة نظري، كان عليها أن تشير إلى الأساسي في القصة كما عليها أن تستبعد ما يبدو غليظا. في هذه الرواية كنت أفكر بعدد من التأثيرات الماثلة في ذهني. هناك «محاربو الجحيم» لروبرت ستون، إذ اني أحب رواياته المليئة بالحركة. هناك أيضا كونراد. لكتابة القسم الثاني من الرواية وهو القسم الأصعب لأني لم أكن أعرف ما كان سيصيب دل ما إن يصل إلى كندا استوحيت من كتاب «على المنارة» وهو كتاب فرجينيا وولف المفضل لدي.
÷
الراوي هو الصبي الذي أصبح عجوزا. هل كان في نيتك أن تصنع منه شخصية غير فعالة لدرجة أنه يتقبل قدره من دون أي تردد؟
}
لا أجده غير فعال بل لنقل إنه صبور، متيقظ. إنه الابن الصالح. حين كنت في السادسة عشرة كنت بدوري فتى صبورا جدا.
÷
حين توفي والدك كان عمرك مثل عمر شخصيتك ومثله أيضا كان عليك أن تتدبر حياتك وحدك..
}
أجل، لكن كان لدي والدتي. بالطبع، كانت مضطرة للبحث عن عمل من أجل إعالتنا وكان علي أن آخذ الأمور بيدي، تماما مثل دل بعد توقيف والديه. النقطة الثانية المشتركة بيننا، هي مهنة التدريس. لقد اختار هذا العمل لأنه لم يكن لديه أولاد، مثلي.
÷
هل هو خيار؟
}
أجل، واضطلعت به، لأني لا أحب الأطفال، لا أحب ما يريدون قوله. مع كريستينا ـ التي التقيت بها وأنا مراهق، والتي تزوجتها منذ خمسين سنة ـ اتفقت بسرعة على الفكرة بأنه لن يكون لدينا يوما أي ولد. لا نريد أي أحد آخر وسطنا.
÷
لنعد إلى «كندا»، هل ما زلت تعتبر لغاية اليوم، وكما في الماضي، أن «الكتابة عن الأشياء القاتمة هي عمل متفائل»؟
}
أجل أعرف كيف أتخيل أشياء غير القصص القاتمة. في كتبي، نجد أن السؤال الأساسي هو سؤال الافتداء، الحسم.
÷
تعيش منذ سنوات في «إيست بوثباي»، في «الماين»، بعيدا عن كل شيء. هل لنعيش بسعادة علينا أن نحيا مختبئين من كل شيء؟
}
أحب المحيط وهذا الجزء من «الماين» هو مكان ساحر للحياة والعمل. أكره المناطق الحارة. حيث أعيش لا يزال مكانا بكرا. نرى فيه الكثير من الحيوانات. في بعض الأحيان، أخرج ليلا كي أنظر إلى السماء، لكن هناك بعض الأسود التي تهبط من جبال مونتانا البعيدة، وهذا أمر لا يدعو إلى الطمأنينة.
÷
لقد اكتشفت مع ريمون كارفر هذه المنطقة من كندا التي تتحدث عنها في روايتك، أليس كذلك؟
}
أجل، هناك صديق أميركي كاتب، ديف كاربنتر، يقيم في ساسكيتون، وقد دعانا للمجيء واصطياد البط، في منتصف ثمانينات القرن الماضي. وجدت المكان ساحرا وأعطاني فكرة أن أجعله إطار الرواية.
÷
رحيل كارفر عام 1988 يبدو كأنه أثر فيك أكثر مما أثر غياب والدك؟
}
لقد غير موته حياتي. بشكل كامل. كل ما حدث لي من أشياء جميلة، أدبيا، عشته معه.
÷
أصبحت الآن وأنت في التاسعة والستين من العمر، عراب الأدب الأميركي منذ أن تقاعد فيليب روث؟
}
لقد تناسيت دون دوليلو وكورماك ماكارثي. عند موت جون أبدايك عام 2009، كتب لي إيان ماكيوان رسالة قال لي فيها: «أنت الزعيم الآن». هذا لطف منه، لكني لا أعرف أي تأثير يمكن أن أمارسه على الكتّاب الشبان. الأمر الوحيد الذي انا متأكد منه أني لا أشعر بأي ندم. بالتأكيد كنت أتمنى لو أنني كنت أملك أسلوبا أفضل. إلا أنني لا أشعر بأي غيرة تجاه الآخرين. في هذه الأثناء أقرأ توم فرانكلين وانا مقتنع بأن ما يكتبه جيد كثيرا. في النهاية، أقول لنفسي بأنه كان يمكن لي أن أختار كلماتي وأن أوسع ملونتي. في أي حال، لدي أسلوب يمكن له أن يتماسك. لا أعرف أبدا معنى كلمة «الكبت».

الكتابة ليست حياتي.. أتوقف عنها بدون مشكلة



ما معنى أن تحي حياة طبيعية ؟ ما مدى استعدادنا لنكون سعداء ؟  أسئلة تمثل لب الرواية السابعة التي كتبهاريتشارد فورد ، الذي يرسم بها لوحة عاكسة لراهن الولايات المتحدة.
 
 
رواية «كندا» هو أخر ما أصدر الكاتب التي يروي فيها سيرة مراهق هاجر إلى هناك قادما من الولايات المتحدة. وبمناسبة صدور الترجمة الفرنسية للكتاب، أجرت  لوفيغارو   حوارا مع الكاتب، هنا ترجمة له.

 
÷ نشرت «حالة الأمكنة»، روايتك ما قبل الأخيرة، العام 2008. ماذا فعلت منذ ذاك الوقت؟
}
عشت حياتي! لا شيء آخر. كتبت بعض الأقاصيص، بعض المقالات للصحف الأميركية والأجنبية. ذهبت إلى الصيد، أي إلى هذه الانشغالات الذكورية. كذلك درّست الأدب. لم أضع أي ضغط على نفسي. كان لدي الخيار في جدول وقتي، كنت كملك .. لوكسمبورغ (يضحك). لأتحدث بشكل جدي: الكتابة ليست حياتي كلها. أستطيع التوقف عنها غدا بدون أي مشكلة. في هذه الفترة أكتب بمتعة كبيرة بعض الأقاصيص حيث ان شخصيتها الرئيسة ليست سوى فرانك باسكومب (بطل رواية «نهاية أسبوع في ميتشيغان، و«يوم الاستقلال» و«حالة الأمكنة») من ثم هناك أيضا ذاك الكتاب عن أبي. من الصعب علي كتابته إذ ان موته يعود إلى نصف قرن.
÷
هل صحيح أن رواية «كندا»، التي تتحدث فيها عن هروب مراهق أميركي إلى كندا بعد توقيف والديه العام 1960، كانت في البداية أقصوصة كتبتها عام 1989؟
}
في تلك الفترة، لم أكن أعرف ماذا أريد أن أكتب. بدأت بقصة صبي يجتاز الحدود الكندية خلافا لرغبته. لكنني توقفت عن ذلك بسرعة. استعدت القصة بعد عشرين سنة، وهذا أمر ليس من عاداتي.
÷
مع هذه المسافة الزمنية، ما هو أكثر أمر وسمك خلال كتابتك لهذه الرواية (كندا)؟
}
تفاجأت بمتعة، في أنني وصلت إلى نهاية كتاب مبني بشكل جيد. في القسم الثالث، وهو القسم الأصغر، نجد «دل» وهو يتذكر سني نضجه، وهذا ما جعلني سعيدا حقا إذ ان هذا القسم يجمع وينهي بشكل متكامل القسمين الأولين من الرواية.
÷
تبدو جملة الرواية الأولى، «في البداية، أريد أن أروي عملية السطو التي ارتكبها والديّ. في ما بعد سأروي عن الجرائم التي حدثت لاحقا»، تبدو قوية بشكل كبير. كيف جاءتك؟
}
أمضيت شهرا لأكتبها. من وجهة نظري، كان عليها أن تشير إلى الأساسي في القصة كما عليها أن تستبعد ما يبدو غليظا. في هذه الرواية كنت أفكر بعدد من التأثيرات الماثلة في ذهني. هناك «محاربو الجحيم» لروبرت ستون، إذ اني أحب رواياته المليئة بالحركة. هناك أيضا كونراد. لكتابة القسم الثاني من الرواية وهو القسم الأصعب لأني لم أكن أعرف ما كان سيصيب دل ما إن يصل إلى كندا استوحيت من كتاب «على المنارة» وهو كتاب فرجينيا وولف المفضل لدي.
÷
الراوي هو الصبي الذي أصبح عجوزا. هل كان في نيتك أن تصنع منه شخصية غير فعالة لدرجة أنه يتقبل قدره من دون أي تردد؟
}
لا أجده غير فعال بل لنقل إنه صبور، متيقظ. إنه الابن الصالح. حين كنت في السادسة عشرة كنت بدوري فتى صبورا جدا.
÷
حين توفي والدك كان عمرك مثل عمر شخصيتك ومثله أيضا كان عليك أن تتدبر حياتك وحدك..
}
أجل، لكن كان لدي والدتي. بالطبع، كانت مضطرة للبحث عن عمل من أجل إعالتنا وكان علي أن آخذ الأمور بيدي، تماما مثل دل بعد توقيف والديه. النقطة الثانية المشتركة بيننا، هي مهنة التدريس. لقد اختار هذا العمل لأنه لم يكن لديه أولاد، مثلي.
÷
هل هو خيار؟
}
أجل، واضطلعت به، لأني لا أحب الأطفال، لا أحب ما يريدون قوله. مع كريستينا ـ التي التقيت بها وأنا مراهق، والتي تزوجتها منذ خمسين سنة ـ اتفقت بسرعة على الفكرة بأنه لن يكون لدينا يوما أي ولد. لا نريد أي أحد آخر وسطنا.
÷
لنعد إلى «كندا»، هل ما زلت تعتبر لغاية اليوم، وكما في الماضي، أن «الكتابة عن الأشياء القاتمة هي عمل متفائل»؟
}
أجل أعرف كيف أتخيل أشياء غير القصص القاتمة. في كتبي، نجد أن السؤال الأساسي هو سؤال الافتداء، الحسم.
÷
تعيش منذ سنوات في «إيست بوثباي»، في «الماين»، بعيدا عن كل شيء. هل لنعيش بسعادة علينا أن نحيا مختبئين من كل شيء؟
}
أحب المحيط وهذا الجزء من «الماين» هو مكان ساحر للحياة والعمل. أكره المناطق الحارة. حيث أعيش لا يزال مكانا بكرا. نرى فيه الكثير من الحيوانات. في بعض الأحيان، أخرج ليلا كي أنظر إلى السماء، لكن هناك بعض الأسود التي تهبط من جبال مونتانا البعيدة، وهذا أمر لا يدعو إلى الطمأنينة.
÷
لقد اكتشفت مع ريمون كارفر هذه المنطقة من كندا التي تتحدث عنها في روايتك، أليس كذلك؟
}
أجل، هناك صديق أميركي كاتب، ديف كاربنتر، يقيم في ساسكيتون، وقد دعانا للمجيء واصطياد البط، في منتصف ثمانينات القرن الماضي. وجدت المكان ساحرا وأعطاني فكرة أن أجعله إطار الرواية.
÷
رحيل كارفر عام 1988 يبدو كأنه أثر فيك أكثر مما أثر غياب والدك؟
}
لقد غير موته حياتي. بشكل كامل. كل ما حدث لي من أشياء جميلة، أدبيا، عشته معه.
÷
أصبحت الآن وأنت في التاسعة والستين من العمر، عراب الأدب الأميركي منذ أن تقاعد فيليب روث؟
}
لقد تناسيت دون دوليلو وكورماك ماكارثي. عند موت جون أبدايك عام 2009، كتب لي إيان ماكيوان رسالة قال لي فيها: «أنت الزعيم الآن». هذا لطف منه، لكني لا أعرف أي تأثير يمكن أن أمارسه على الكتّاب الشبان. الأمر الوحيد الذي انا متأكد منه أني لا أشعر بأي ندم. بالتأكيد كنت أتمنى لو أنني كنت أملك أسلوبا أفضل. إلا أنني لا أشعر بأي غيرة تجاه الآخرين. في هذه الأثناء أقرأ توم فرانكلين وانا مقتنع بأن ما يكتبه جيد كثيرا. في النهاية، أقول لنفسي بأنه كان يمكن لي أن أختار كلماتي وأن أوسع ملونتي. في أي حال، لدي أسلوب يمكن له أن يتماسك. لا أعرف أبدا معنى كلمة «الكبت».

نشر في : 2:49 ص |  من طرف بن دالي آمال

0 التعليقات:

back to top